Saturday, February 23, 2013

كلمات ليست كالكلمات


تحليل قصة الشهر : كلمات ليست كالكلمات

بكلمة تجرح إنسانا و بكلمة قد تشفيه ، بكلمة خلق الله العالم و بكلمة سينهيه . الإنسان هو الكائن الوحيد الناطق بالكلمة وهو الوحيد القادر على تسجيل خبراته و تجاربه في كلمات تقوم على أساسها التنمية و الحضارات. أي كائن حي يتحرك بناء على غرائزه المرسومه له من قبل الخالق ولا يخرج عنها ، فليس هناك على ذلك حيوان طيب و حيوان شرير طالما يتصرف في حدودغرائزه المرسومه له من قبل الخالق لكن يوجد انسان طيب وإنسان شرير يتصرف على عكس النظام الإلهي الذي فطر عليه ويتصرف على غير ما يمليه عليه ضميره الذي يتميز به عن سائر المخلوقات والذي على أساسه إستخلف في الأرض ومن هنا تأتي أهمية الكلمة والتي قامت عليها حضارات بتسجيل تجارب وتاريخ البشر وما توصلوا اليه من علوم يزيد عليها كل جيل . والكلمة هي أساس التربية ، فالحيوان يقع في نفس الحفرة التي وقع فيها آباءه أما البشر فيسجلون أن في ذلك المكان حفرة سواء كان ذلك التسجيل علميا أو أدبيا أو تاريخيا وعلى هذا فإن القادم يأخذ حذره لئلا يقع في ذات الحفرة وكل ذلك بقوة تأثير الكلمة . والآباء دائما يوجهون أبنائهم بالكلام ويحاسبوهم بالكلام ويشجعوهم بالكلام ويمدحونهم بالكلام و يعبرون عن غضبهم أيضا عليهم بالكلام أو برد فعل معين مصاحب للكلمات عادة .
وسواء استخدم الآباء الكلمات أو الأفعال أو كلاهما معا فهو في النهاية نوع من الحوار والتواصل الذي يحمل رسالة معينة تصل للأبناء بشكل من الأشكال
ومن خلال التجارب و الحوارات المختلفة  وجدت أن أكثر ما يساهم في انحراف الأبناء هو العنف اللفظي بالأكثر وتعمد الإهانة والطفل قد يحتمل العنف الجسدي إلى حدود معينة  ( حتى أن المثل العامي يجعل ضرب التأديب بمحبة "كأكل الزبيب " وهو ليس تشجيعا بأي صورة على العنف الجسدي المرفوض تماما إلا أنه استنكارا لما هو أشد منه وهو الإساءة اللفظيةوخاصة إذا صاحبها أي نوع آخر من العنف كالضرب و البصق على الوجه و تعمد الإهانة و جرح الكرامة وذلك لأن الإهانة اللفظية تخرج من إطار التأديب إلى إطار الصاق صفة سلبية بذات الإنسان التي لا يملك غيرها

وهناك عشر أخطاء لفظية قد ترتكب في تربية الطفل قد ينتج عنها إنحرافا وتشوها دائما بشخصيته يصعب تصحيحه فيما بعد إذ أن تلك الأخطاء تدخل في عمل تشكيل شخصية الطفل في خطاه نحو البلوغ والنضج.




* أولا: الشتيمة بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات مثل (حمار, كلب, ثور, تيس, يا حيوان )   أو تشتم اليوم الذي ولد فيه فهي أولا تلصق صفات سلبية بتلك الحيوانات غير موجوده فيها وتقسي قلب الطفل في التعامل مع الكائنات الأخرى وهي أيضا تجرح مشاعر الطفل وتقديره لذاته جرحا غائرا .

* ثانيا: الإهانة من خلال الانتقاص منه بأوصاف سلبية مثل أنت (شقي, كذاب,معفن, فاشل, أعرج,حرامي) والمشكلة أن على الطفل في مراحل عمره المبكرة والمتقدمة أن يصدق الكبار فأن نعته الكبار بصفة فهو سيصدقهم غالبا بدلامن مقاومة تلك الصفة إن كانت فيه فعلا وتصبح جزء لا يتجزء من تكوينه

* ثالثا: المقارنة مثل (فلان أحسن منك ) وهذه تدمر شخصية الطفل لأن كل طفل لديه قدرات ومواهب مختلفة عن الآخر والمقارنة تشعره بالنقص وتقتل عنده الثقة بالنفس وتجعله يكره من يقارن بهومعظم عباقرة العالم كانوا متهمين بالغباء والفشل كإينشتين الا ان الواقع أن العالم لم يفهم أن لهم "تكوينا خاصا ومختلفا" وعلينا أن نتقبل الآخر كما هو ونتعامل معه كما هو وقد فلو قارنا بين الطائر والسمكة في السباحة مثلا فسوف يكون الطائر فاشلا بينما هو يستطيع الطيران ولا تستطيع السمكة ذلك وليس الإختلاف نقصا .

* رابعا: الحب المشروط كأن تشترط حبك له بفعل معين (أنا مش هأحبك لأنك عملت كده , أحبك لو أكلت كذا أو لو نجحت وذاكرت) فالحب المشروط يشعر الطفل بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه وإذا كبر يشعر بعدم الانتماء للأسرة لأنه كان مكروها فيها عندما كان صغيرا ولهذا الأطفال يحبون الجد والجدة كثيرا لأن حبهما غير مشروط ويجب أن تكرر الأم لإبنها أنها تحبه ومع ذلك تغضب من بعض التصرفات فليس غضبها كرها ولا يمكن أن تكره طفلها مهما فعل.

* خامسا: إرساء معلومة خاطئة مثل (الرجل لا يبكي, اسكت إنت لسة صغير, الولد جنني, أنا مش قادرة عليه، ربنا يعاقبك ويحرقك بالنار) فالأطفال أحباب الله ولا يمكن أن ينشأ الطفل على مشاعر كهذه تجاه خالقه الرحمن الرحيم العادل الرؤوف بل يجب أن يعلم الطفل عن الله صفات الرحمة قبل صفات النقمة  ويقول الكتاب المقدس "إن لم ترجعوا وتصيرا كالأطفال لا يمكن أن تدخلوا ملكوت السموات " فكيف نفسد نحن براءة أطفالنا ومحبتهم للخالق بدلا من تربيتهم تربية سليمة تعرفهم أن ما يرفضه الدين ترفضه الإنسانية وهو خاطيء جدا يقود إلى اصعب النتائج .

* سادسا: الإحباط مثل ( وايه يعني تطلع الأول عادي ,أنت مش بتفهم, اسكت يا شيطان, ما فيش منك فايدة, إنت زي قلتك).

*سابعا: التهديد الخاطئ (هكسر راسك, هشرب دمك, إنت لازم تتدبح, لازم أعملك إعاقة).

* ثامنا: المنع غير المقنع مثل نكرر من قول لا لا لا ورفض طلباته من غير بيان للسبب.

* تاسعا: الدعاء عليه مثل (ربنا ياخدك, ياريت تموت, إنت ملعون, يارب تسقط, يارب ما تخلف و لا تشوف يوم حلو).

* عاشرا: الفضيحة وذلك بكشف أسراره وخصوصياته عند إكتشافها من قبل الكبار وهو أمر لا يغتفر ولا يمكن معالجه جرحه ويظل محفورا في ذاكرة الطفل طوال عمره وحتى نهاية حياته .

هذه عشر نقاط كاملة وقد اطلعت على دراسة تفيد بأن الطفل إلى سن المراهقة يكون قد استمع من والديه الى ستة عشر ألف كلمة سيئة من الشتائم فتخيلوا معي طفلا لم يبلغ من العمر 8 سنوات وفي قاموسه أكثر من خمسة آلاف كلمة مدمرة فإن أثرها عليه سيكون أكبر من أسلحة الدمار الشامل فتدمر حياته ونفسيته.
فالكثير من الآباء رغم حبهم المفرط لأولادهم و توفير جميع إحتياجاتهم من طعام وألعاب وترفيه وتعليم  يدمرونهم بالكلمات لأن الطفل ان صدق ما تلصقه كلمات ذويه السلبيه عنه فسيتمادى و ان لم يصدقها فسيتمرد.

والأفضل هو الموضوعية في حال الغضب وانتقاء الألفاظ التي تعبر عن الاستياء من التصرف لا من الطفل ذاته مثل عبارات:
انا احبك لكن لا احب هذا التصرف...
لا يعجبني ما فعلته للتو ...
ما فعلته يغضبني جدا ...

علينا أن لا نستهين بالكلمة ولنحرص على الكلمات الإيجابية المؤثرة التي تساهم في بناء أطفالنا وتنميتهم فبالكلام نصنع السلام .

Wednesday, February 20, 2013

Nano-technology Workshop - Under Science Across Egypt Program


 
 
 
 
Professor Dr. Mohamed Abdul Motaleb
Nile University
Under Science Across Egypt Program
 — at Qawmia American School.

Tuesday, February 19, 2013




Gihan Sami Soliman Fighting the Rocks of Poor Education

Ideaneurs Magazine first issue: April/June

Read on Line Here

Download a PDF version

Friday, February 8, 2013

الحفاظ على صحة الأطفال بين الإفراط والتفريط


يبدو أن الساسة قد أصابهم هوس المحافظة على صحة الأطفال في أرجاء المسكونة من شرقها لغربها فبينما هاجت الدينا وماجت إزاء خروج رئيس الوزراء هشام قنديل "عن النص" وحديث السياسة والإقتصاد فجأة في أحد اجتماعاته العامة ليتحدث عن موضوع مبتكر وهو وجوب تنظيف الأم لصدرها قبل إرضاع طفلها تجنبا لإصابة الطفل بالإسهال قامت حكومة استراليا بسن قانونا جديدا مبتكرا أثار غضب الكثيرين في المجتمع الأسترالي الا وهو منع الأطفال من النفخ في تورتة عيد الميلاد تجنبا لنشر الجراثيم !!! بالإضافة لذلك تم حظر اللعب في صندوق الرمال وباقي الألعاب الا بغسل اليدين قبلها وبعدها كما تم إلغاء تصريح الأطباء الإستثنائي بعودة الطفل للدراسة في حالة تحسن حالته مع الإصرار على تجاوز فترة الحجز الصحي المقررة قانونا .ولا يستطيع أحد المجادلة في وجوب الإعتناء بصحة الأطفال حيث ان الطفل هو ثروة أي أمة وهو مستقبلها إلا أن معظم الآباء يرى أن الإفراط في ذلك مبالغة غير مبررة و قد تؤدي لنتيجة عكسية ، فالطفل يحتاج أولا لبعض التعامل مع الجراثيم من أجل تقوية جهازه المناعي و ثانيا يحتاج إلى الاستمتاع بالحياة ، وهو ما احتج به أولياء الأمور باستراليا .
و في نظري أن الحرص مطلوب جدا و لكن في الواقع يوجد مفارقة مخيفة ما بين حرص البعض و تفريط الآخر لا يجب أن تعامل صحة البشر وحاجاتهم لطعام وشراب صحي ونظيف وحياة صحية على أنها احتياجات محلية و حقوق يحصل عليها البعض بإفراط بينما آخرون محرومون منها بأبسط صورها.فبحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" مثلا أن نقص الماء النظيف والصحي يسبب المرض للملايين من الأطفال في العالم النامي ويجبر كثيرا من الإناث على التوقف عن الذهاب إلى المدرسة.كما أن الأمراض المنقولة بواسطة المياه الملوثة تؤدي إلى موت أكثر من 1.6 مليون طفل كل عام. ;كما أن 2.2 بليون من البشر يعانون من الفقر الشديد. أكثر من 80 % من سكان العالم يعيشون في دول تتسع فيها الفجوة بين الدخول و أفقر 40% من البشر في العالم يحصلون 5% من مجمل الدخل العالمي و أغنى 20 % من البشر في العالم يحصلون ثلاثة أرباع الدخل العالمي.ووفقا لليونيسف يموت  22000 طفلا كل يوم بسبب الفقر.ومعظمهم يموتون في هدوء في بعض من أفقر القرى على وجه الأرض، في غفلة من ضمير العالم وحوالي 27-28٪ من جميع الأطفال في البلدان النامية يعانون من نقص الوزن بسبب سوء التغذية أو التلوث وبالذات في جنوب آسيا جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا.و من المفارقات العجيبة أن واحد في المائة مما ينفق في العالم كل عام على الأسلحة يكفي لإدخال كل طفل في المدرسة من عام 2000 وحتى الآن مع العلم بأن الحرمان من التعليم و خاصة تعليم الفتيات مسئول عن كثير من كوارث العالم الصحية و البيئية .وإن علمنا مثلا أن أكثر من 660 مليون شخص يعيشون بدون صرف صحي على أقل من 2 دولار في اليوم، وأكثر من 385 مليون دولار على أقل من 1 دولار في اليوم نخلص إلى أن غياب العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية وأهمها التكافؤ والعدالة على مستوى العالم يتسبب أخطر بكثير و أشد تأثيرا من جراثيم النفخ في تورتة عيد الميلاد أو بعض الإهمال في النظافة والأولى أن تنظر للمشاكل الصحية ووفيات الأطفال أو حياتهم بشكل غير آدمي نظرة شاملة كلية عادلة حتى لا نفقد ما تبقى من متعة الحياة خوفا من الوهم بينما نتغاضى عن الواقع الضخم المخيف الذي يواجه العالم اليوم و يهدده بالفناء نتيجة انعدام العادلة الاجتماعية و البيئية وعدم الاهتمام بالبعد الإجتماعي و البيئي للقوانين و التشريعات. 



Saturday, February 2, 2013

قصة الشهر : كلمات ليست كالكلمات



ارتفعت عينا عمر إلى والدته الممسكة بيده الصغيرة على بوابة المدرسة في قلق . 
" شقي ومغلبني .. أخته حاجة تانية خالص "
كان يعلم أنها تتحدث عنه لجارتها وصديقتها بينما تنتظران موعد فتح بوابة المدرسة بعداليوم الدراسي. 
انه لا يحب هذا الزحام . ينظر حوله فلا يرى إلا أرجلا وأقداما ولا يسمع إلا صوت أمه !
"أخته ما تعبتنيش في حاجة انما ده .. حمار ! إمبارح كنت عند ماما و..... وكان هايوقعه عالأرض وماما زعقتله وانا ما بحبش حد يزعق للولاد بس أعمل ايه .. تعبت منه" .
سرحت مدام هيام بعينيها بعيدا في اضطراب .. لم تسمع كل الكلام ، فقد فقدت تركيزها في محتوى القصة بعد كلمة " حمار".
معلش يا مدام سارة ده سنه لسه صغير لكن أخته كبرت بقى . محمود كمان مغلبني شقاوة وتنطيط بس أنا ما بقدرش أقول كده قدامه . الولاد بيبقوا أشقيا شوية عن البنات .
فتح عم فتحي بوابة المدرسة الصغيرة أمام أولياء الأمور المعتادين على إنتظار أولادهم لإصطحابهم للبيت بسياراتهم الخاصة .
التفتت مدام سارة ومدام هيام  نحو الباب الرئيسي للمدرسة انتظارا لطفليهما فجر و محمود ، إلا أن عمر سحب يده من يد والدته في سرعة خاطفة  منطلقا نحو الطريق .
"عمر عمر . تعال هنا حاسب العربيات .. انت زهقتني !" 
وركضت مدام سارة تمسك بعمر بعنف من ياقته لتمنعه من التقدم في تجاه السيارات .
"ايه ده اللي انت بتعمله ! انت غبي !  قلتلك ما تسيبش ايدي في الشارع ! انت مفيش فايدة فيك ! بس لما نروح البيت هادبحك على قلة الادب دي" .
نظرت مدام هيام بعينيها الخضراوان إلى سارة جارتها بعمق وتعجب.
"تدبحيه ازاي ؟"
"يعني هاكسر رقبته .. ده مطلع عيني !"
"طيب هدي نفسك تعالي ناخد الولاد و نروح و ياريت تتفضلي ناخد شاي مع بعض بعد الضهر وهاتي معاكي فجر تذاكر مع محمود و عمر عشان أنا جايباله حاجة حلوة .. ونتكلم" .


شاركنا الرأي. ما تعليقك على الموقف  ؟ ماذا يمكن أن تقول مدام هيام لصديقتها أثناء زيارتها لها بعد الظهر؟ كيف يمكن معالجة "قلة أدب" عمر؟ نقدر مشاركتكم.

ينشر تحليل الموقف بنهاية الشهر.