Saturday, October 22, 2011

جودة التعليم في مدارسنا : السهل الممتنع - ج2



جودة التعليم : نبذة تاريخية
في عام 1990 أشار الإعلان العالمي " التعليم للجميع " أن جودة التعليم في العالم تحتاج إلى مزيد من العمل وأنها في وضعها الحالي (آنذاك ) لا ترتقي للمستوى المطلوب وأوصى الإعلان بتوفير التعليم للجميع وأن يكون هذا التعليم أكثر " اتصالاُ"( بالبيئة وحاجات المتعلم وبالرؤية والرسالة) وقد إعترف الإعلان بأن "جودة التعليم" هي شرط للوصول للأهداف الأساسية للمجتمعات وللمساواه ثم إذ بدا أن مسألة التوسع في توفير "التعليم" للجميع بمجرد بناء المدارس وزيادة عدد الفصول وتوفير الإمكانات لم يعد كافيا ليسهم التعليم في التطوير الكامل للفرد والمجتمع ، تم التاكيد على وجوب رفع مستوى تطوير معارف الطفل بتحسين جودة التعليم المقدم له ثم بعد ذلك بعقد كامل أعلن إطار داكار للعمل أن الحق في تعليم " ذي جودة" حق لكل طفل وأكد أن الجودة "في قلب التعليم" وقد وضع في تعريفه المتوسع لجودة التعليم الصفات المميزة المطلوبة سواء في المتعلم بأن يكون متمعا بصحة جيدة ولديه الحافز للتعلم وفي العملية التعليمية بأن يكون المعلم كفئأً ومستخدما لأساليب التعلم النشط وفي المحتوى بأن تتصل المناهج بالبيئة واحتياجات المتعلم المعرفية والوجدانية وبالرؤية والرسالة ( المناهج ذات الصلة)أوفي الأنظمة أي الحوكمة الرشيدة وعدالة الموارد.
وفي معظم دول العالم تكون الجهات الحكومية هي المنوطة بإعتماد جودة التعليم في المدارس (وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي) وذلك لأن معظم الدول تستخدم المناهج" القومية " مثل بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول وليس متروكاً للمدرسة أن تختار أو تطور مناهجها ومقرراتها الدراسية تبعا لرؤيتها ورسالتها بل أن تتبع الإجراءات الوضعية في تدريس تلك المناهج القومية وتنفيذ رؤية ورسالة " التعليم " وهو الوضع الموجود في مصر أيضاً من حيث وجود تعليم قومي ومناهجاً قومية مفروضة من وزارة التربية والتعليم لذا كان الحال أن وزارة التربية والتعليم هي الجهة المنوطة بمتابعة عملية " الجودة " في الأداء المدرسي بحسب الخط المرسوم من الوزارة فيما يتصل بالعملية التعليمية (كفاءة المدرس واساليب التدريس) والحوكمة أما المناهج فلا ناقة لأحد فيها ولا جمل وليس على المعلم إلا البلاغ .أما في الولايات المتحدة حيث نظام التعليم يسمح بل يترك للمؤسسة التعليمية إختيار مقرراتها الدراسية تبعاً لإحتياجات المتعلم وتبعاً لرؤية المؤسسة ورسالتها نشأ الإحتياج لوجود هيئات إعتماد تضمن حداً أدنى من جودة التعليم المقدمة من تلك المؤسسات التعليمية- لأسباب خاصة تالي ذكرها- في عملية إختيارية غير ملزمة ومستقلة عن أي جهة حكومية أو قومية.

No comments:

Post a Comment