جيهان سامي :
الفطريات كائنات بالغة الأهمية في حياتنا ومع ذلك فهي لا تحظى بالإهتمام الذي يتناسب مع تأثيرها في حياة البشر ودورها في حفظ التوازن البيئي اللازم لإستمرار الحياة على الأرض ، فالفطريات مملكة ضخمة مستقلة بذاتها عن ممالك الكائنات الحية الأخرى ولها صفاتها المشتركة بين النبات والحيوان ولها صفات أخرى تميزها عن هذا وذاك ولو تحدثنا عن الفطريات ببساطة نجد أن لها منافعا لا تحصى كما أن مضارها لا تحصى أيضا وقد يكون الفارق بين الإثنين هو العلم والوعي فقط لا غير، فمن منا لا يعرف البنسيلين المستخلص من فطر البنسليوم ومن منا لا يعرف فائدة الخميرة ومن منا لم يرى عفن الخبز وتحلل الأغذية بفعل الفطريات ، إن فطر الـClaviceps purpurea المعروف باسم الإيرجوت أو نيران القديس أنطونيوس مثلا كان قد تسبب في وفاة مئات الآلاف من الحيوانات والبشرفي أوروبا في الألفية الماضية إلا أن نفس الفطر تستخلص منه مواد فعالة لمقاومة الإجهاض وآلام الصداع النصفي وتحسين الحالة النفسية ولولا الفطريات لبقيت جثث الكائنات الميتة على وجه الأرض بغير تحلل منذ عهد سيدنا آدم وحتى الآن، والكثير من حالات الوفيات خاصة بعد عمليات زراعة الأعضاء تحدث بسبب تجاهل تأثير الفطريات الممرضة على الإنسان وأخيرا نأتي لفطر عش الغراب بأنواعه الذي يعد غذاءً شهياً عالي القيمة الغذائية مع أن الكثير من انواعه سام جدا أيضا وقد يسبب الوفاة في غضون بضع ساعات من تناوله والفرق أيضا يكون في العلم والوعي بأنواع الفطريات عند التعامل مع فطريات عش الغراب . فالفطريات ذات قيمة إقتصادية كبيرة بالإضافة لقيمتها في حفظ التنوع البيولوجي اللازم لإستمرار الحياة وقيمة طبية وتراثية وانسانية تتأصل جذورها في فجر التاريخ ومع ذلك فالفطريات تعاني التجاهل والإهمال حتى انها كثيرا ما تندرج تحت قائمة النباتات من قبل المتخصصين ويظهر ذلك جليا في تقسيم الكائنات الحية على وحدة التنوع البيولوجى بموقع وزارة البيئة المصرية الاكتروني حيث اختزل التنوع البيولوجي بأكلمه إلى "حياة نباتية Flora" وحيوانية Fauna وتم إدراج الفطريات تحت النبات والعجيب أن الموصوف منها حتى الآن لا يتعدى 5% من عددها المقدر من قبل العلماء المتخصصين.