" شقي ومغلبني .. أخته حاجة تانية خالص "
كان يعلم أنها تتحدث عنه لجارتها وصديقتها بينما تنتظران موعد فتح بوابة المدرسة بعداليوم الدراسي.
انه لا يحب هذا الزحام . ينظر حوله فلا يرى إلا أرجلا وأقداما ولا يسمع إلا صوت أمه !
"أخته ما تعبتنيش في حاجة انما ده .. حمار ! إمبارح كنت عند ماما و..... وكان هايوقعه عالأرض وماما زعقتله وانا ما بحبش حد يزعق للولاد بس أعمل ايه .. تعبت منه" .
سرحت مدام هيام بعينيها بعيدا في اضطراب .. لم تسمع كل الكلام ، فقد فقدت تركيزها في محتوى القصة بعد كلمة " حمار".
معلش يا مدام سارة ده سنه لسه صغير لكن أخته كبرت بقى . محمود كمان مغلبني شقاوة وتنطيط بس أنا ما بقدرش أقول كده قدامه . الولاد بيبقوا أشقيا شوية عن البنات .
فتح عم فتحي بوابة المدرسة الصغيرة أمام أولياء الأمور المعتادين على إنتظار أولادهم لإصطحابهم للبيت بسياراتهم الخاصة .
التفتت مدام سارة ومدام هيام نحو الباب الرئيسي للمدرسة انتظارا لطفليهما فجر و محمود ، إلا أن عمر سحب يده من يد والدته في سرعة خاطفة منطلقا نحو الطريق .
"عمر عمر . تعال هنا حاسب العربيات .. انت زهقتني !"
وركضت مدام سارة تمسك بعمر بعنف من ياقته لتمنعه من التقدم في تجاه السيارات .
"ايه ده اللي انت بتعمله ! انت غبي ! قلتلك ما تسيبش ايدي في الشارع ! انت مفيش فايدة فيك ! بس لما نروح البيت هادبحك على قلة الادب دي" .
نظرت مدام هيام بعينيها الخضراوان إلى سارة جارتها بعمق وتعجب.
"تدبحيه ازاي ؟"
"يعني هاكسر رقبته .. ده مطلع عيني !"
"طيب هدي نفسك تعالي ناخد الولاد و نروح و ياريت تتفضلي ناخد شاي مع بعض بعد الضهر وهاتي معاكي فجر تذاكر مع محمود و عمر عشان أنا جايباله حاجة حلوة .. ونتكلم" .
شاركنا الرأي. ما تعليقك على الموقف ؟ ماذا يمكن أن تقول مدام هيام لصديقتها أثناء زيارتها لها بعد الظهر؟ كيف يمكن معالجة "قلة أدب" عمر؟ نقدر مشاركتكم.
ينشر تحليل الموقف بنهاية الشهر.