أثار حادث غرق سفينة شحن محملة بـ ٥٠٠ طن من الفوسفات في مياه النيل ذعراً يستوجب وقفة للتأمل في موقف الإنسان المصري من قضايا البيئة ولكن أيضاً في موقف البشر بصفة عامة من العلوم.
الخبر في الصحف أن ٥٠٠ طن من الفوسفات غرقت في النيل بسبب حادث سير مما يهدد بكارثة بيئية.
هكذا تم تناول الخبر في كل الصحف تقريباً.
ماهو هذا الفوسفات وماهي خطورته؟
قال البعض ما معناه أن الفوسفات يدخل في تركيب الأسنان والعظام وهو "مغذي" ومن هنا جائت المداعبة بأن ثمن ماشربه المصريون من فوسفات لابد أن يضاف على فاتورة المياه شهرياً.
والبعض قال أن الفوسفات الخام لا يذوب في الماء ولا يمثل أي خطورة ولم يؤثر في المياه وأن المواد المشعة به ضئيلة وطبيعية وغير مؤثرة وسخر من "الجهابذة" الذين يفتون فيما لا يعلمون
والبعض قال ما معناه أن مياه النيل فيها ما يكفيها من الملوثات ولا تحتمل أي إضافات "حتى لو كانت شيكولاتة".
والبعض قال أن الفوسفات الخام لا يذوب في الماء ولا يمثل أي خطورة ولم يؤثر في المياه وأن المواد المشعة به ضئيلة وطبيعية وغير مؤثرة وسخر من "الجهابذة" الذين يفتون فيما لا يعلمون
والبعض قال ما معناه أن مياه النيل فيها ما يكفيها من الملوثات ولا تحتمل أي إضافات "حتى لو كانت شيكولاتة".
وتسائل الكثيرون يعني نشرب والا إيه؟
وموضوع كهذا يحتاج إلى ورقة بحثية متكاملة لإمكانية شرحه وأقول إختصاراً أن جميع وجهات النظر المتضاربة هذه صحيحة علمياً، كل من زاوية مختلفة فالفوسفات نوعان أساسيان يتفرع منهماالعديد من الأنواع .
وجهة النظر التي تقول بأن الفوسفات "مغذي وجميل" هي وجهة نظر تتناول الفوسفات العضوي وهوأساسي في تركيب أجسام الكائنات الحية ولابد أن يتواجد في غذائهالإكتمال عملية النمو- هذا الرأي غالباً مصدره متخصص في علوم البيولوجي.
أما من يتحدث عن عدم خطورة ما غرق في النيل من فوسفات خام وعدم قابلية ذوبان الفوسفات "الخام" في الماء - والتي تستلزم المعالجة الصناعية بحمض الكبريتيك أو الفسفوريك لتئول لصيغتها القابلة للذوبان في الماء كسماد للزرع ، فيتحدث عن الفوسفات غير العضوي ويكون غالباً متخصص في علوم الكيمياء
أما المتخصص في علوم البيئة والجيولوجيا فيعلم أنه لا يوجد مادة تقف وحدها في الطبيعة بمنعزل عن منظومة التوازن البيئي وأن تدخل الإنسان لتعديل النظم البئية بغرض تحقيق التنمية والنماء يحدث خللاً في تلك الأنظمة فتفقد قدرت الطبيعية على إستعادة عافيتها بمرور الزمن وكثافة الأنشطة البشرية. فرغم أن الفوسفات مادة حيوية هامة للكائنات الحية إلا أن وصولها بتركيزات عالية - كسماد - للمياه الجوفية و مصادر المياه الأخرى مع مياه الري والأمطار ضار وملوث.
ويسأل المواطن يعني أشرب والا إيه ؟
ويكتشف البعض أن للعلوم إستخدامات أخرى في الحياة غير تحصيل الدرجات في المدارس) - لكن لأن الخبر لم يوضح ما إن كان الفوسفات صخرياً أم معالجاً كسماد ، لا أحد يملك إجابة قاطعة لهذا السؤال