دخلت الفصل للأسبوع الثاني من استلامي العمل بالمدرسة و لم أكن قد عملت كمعلمة لهذه المرحلة المبكره من قبل . كنت ارتجف خوفا من تداعيات اليوم ، فهذا الطفلة الشقية العنيدة تحيل حياتي إلى جحيم و تحول الفصل إلى فوضى بمجرد دخولها في الصباح. تقف على الطاولة وتضرب زملائها بل انها تعضهم احيانا و مهما عاقبتها لاتستجيب.
اليوم سأنتبه لها جيدا. لن تغلبني " هذه المفعوصة" !
و جائت اللحظة المنتظرة و فتح الباب ليظهر وجهها الشقي من خلف الباب في ابتسامة ظافرة و هي تسحب أمها ورائها إلى مكان جلوسها الذي يتغير يوميا.
"شادية ، اوع تتشاقى و تزعلى الميس"
نظرت الى أمها في براءة إستفزازية و أومأت برأسها وضفائرها اللامعة مازالت مرتبة ومنسدلة على كتفيها.
و في رضا تركت الام شادية بالفصل و ما ان بدأت في شرح الدرس الجديد حتى بدأ العرض
"شادية مش قلنا مافيش شقاوة ! تعالى هنا "
سأنتبه اليها من اول اليوم
تعالى هنا اقفي جنب السبورة !
و نزلت شادية من فوق " الديسك" الذي كانتتقفز فوقه بسعادة ولا تعبأ بما أقول
و مشت مطرقة الرأس إلى السبورة وكأنها تخشى النظر الى عيناي الغاضبتين و حاجبي المعقودان
و بدأت مرة أخرى في شرح الدرس
ونسيت شادية :) فقد صار الفصل هادئا و الدرس ممتعا
شادية ! ايه اللي بتعمليه ده ! انت مش هاتتأدبي ! تعالى هنا !
كانت شادية قد تسللت بعدما طالت وقفتها ووصلت إلى احد زملائها لتعضه !
ارتفع صراخ محمود الصغير بعض ان عضته شادية و كدت أجن من الغضب و الهلع !
ماذا افعل مع هذه الطفلة الشرسة !
ومضى اليوم بحلوه و مره و أنا غارقة في الإحباط و الحيرة ! كيف أعلم الأطفال و أساعد هذه الطفلة وكيف احمي باقي الأطفال منها ؟
ما الأخطاء التي ارتكبتها هذه المعلمة ؟ شاركنا الرأي ...
سينشر تحليلا لهذه القصة آخر الشهر