يشرفني أن أشارك في غضون أيام في المنتدي السياسي الدول رفيع المستوي للتنمية المستدامة التي تقيمه الأمم المتحدة بمقرها في مدينة نيويورك ، ضمن ممثلي المجموعة النسائية الرئيسية.
ولمن لا يعلم ، المجموعة النسائية الرئيسية هي إحدى المجموعات الرئيسية التسعة التي أنشأت على إثر إجتماع قادة العالم في قمة الأرض الأولى للتنمية المستدامة في ريودي جينيرو بالبرازيل عام ١٩٩٢ ، حيث تم الإعتراف بالمجموعة كمساهم رئيسي في توجيه مباحثات التوصل لتحقيق التنمية المستدامة ، وصياغة المقترحات والسياسات وأوراق العمل ذات الصلة
المجموعة النسائية الرئيسية - كما يصفها موقع الأمم المتحدة الإلكتروني للتنمية المستدامة - هي نقطة إلتقاء محورية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ، والجمعية العامة لجميع سياسات الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. تتألف المجموعة النسائية الرئيسية من قسمين: أحدهما لــ "التنمية المستدامة" وهو مسؤول عن مخرجات ريو + 20 (مجموعة أهداف التنمية المستدامة ، تمويل التنمية المستدامة ، تنمية الدول الجزيرية الصغيرة ، الدول الجزيرية الصغيرة النامية، التكنولوجيا) والثاني لمتابعة جدول أعمال التنمية في مرحلة ما بعد 2015. وهو يغطي عمليات السياسات العالمية والإقليمية التابعة للأمم المتحدة.
تضم أكثر من ٥٠٠ منظمة مجتمع مدني ذات قيادات أو أهداف نسوية ، أي تركز على تحقيق المساواة بين الجنسين و حقوق المرأة وكذلك تمكين المرأة ، من أجل مجتمع أكثر إتزاناً ، وكشرط أساسي من شروط التنمية المستدامة.
أما باقي المجموعات الرئيسية فهي
مجموعة الأعمال التجارية والصناعة
مجموعة الأطفال والشباب
مجموعة الفلاحين
مجموعة السكان الأصليين
مجموعة السلطات المحلية
مجموعة المنظمات الغير الحكومية
مجموعة العلماء و متخصصي التكنولوجيا
?لماذا التنمية المستدامة
.
يقول المؤرخون أن البشر كانوا يعتمدون قديماً على جمع الثمار والصيد والحياة في مجتمعات صغيرة من أجل البقاء وحدث منذ حوالي ١٠,٠٠٠ سنة أن أجاد الإنسان الزراعة ثم الصناعة ، وبإجادته للكتابة وبراعته في التعليم وبإستخدام ملكات التواصل تمكن من تطوير المجتمعات وبناء الحضارات ، بغير أن يعي التأثير السلبي لتلك التنمية على البيئة. فالتنمية تحدث بالضرورة تغييراً في تركيب الأنظمة البيئية بما يعرف بالتلوث - ولكنه في الحقيقة يجتاز ذلك بمراحل. فقد إكتشف الإنسان متأخراً أن الأنظمة البيئية كالكائنات الحية ، لها قدرة محدودة على الشفاء الذاتي ، تختل بعدها قدرة تلك النظم على إستيعاب التغييرات وتمرض، وفي مرض النظم البيئية هلاك للكائنات التي تحيا من خلالها. ولنا في ظاهرة الإحتباس الحراري وتغير المناخ في ذلك مثل..
.في عام ١٩٧٢ ، فتح كتاب "حدود النمو" - الذي أصدره نادي روما في ١٥٠ صفحة بالرسوم للتوضيحية - أعين قادة العالم على وجوب الإنتباه لتأثير الأتشطة البشرية على النظم البيئية ، وعن وجوب وضع حدود لنمو الأثر البيئي السلبي لتلك الأنشطة ، فيما فهمته العامة آنذاك - وقد ترجم لعشرين لغة - على أنه دعوة لوقف التنمية بشكل عاجل. وفي إجتماعهم بمؤتمر قمة الأرض الأول ، و بمناقشة محتوى الكتاب خلص الساسة إلى أن إيقاف التنمية من أجل الحفاظ على البيئة غير ممكن عملياً وأن الأوقع هو إعتماد مصطلح التنمية المستدامة: أي إستمرار التنمية مع مراعاة التوازن البيئي
وتم عام ٢٠٠٠إعتماد ما يسمى بالأهداف المئوية العالمية
الحد من الفقرالمدقع والجوع
تحقيق تعليم أساسي عالمي
ترويج قيم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة
الحد من وفيات الأطفال
تحسين صحة الأم
القضاء على مرض الإيدز والملاريا والأمراض الأخرى
العمل على إستدامة البيئة
تطوير شراكة دولية من أجل الإستدامة
وفي ٢٠٠٩ تقرر تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في أعلى مستوى ممكن عام ٢٠١٢ بقراري رقم 64/236 الصادر في
٢٤ديسمبر٢٠٠٩ و 66/197 الصدر ٢٢ ديسمبر ٢٠١١
وفي ٢٠٠٩ تقرر تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في أعلى مستوى ممكن عام ٢٠١٢ بقراري رقم 64/236 الصادر في
٢٤ديسمبر٢٠٠٩ و 66/197 الصدر ٢٢ ديسمبر ٢٠١١
ومع الكثير من النجاح في تحقيق تلك الأهداف (تقرير الأمم المتحدة عن أهداف الألفية الصادر في٢٠١٥)، إلا أن الإحباطات والإخفاقات كانت أكثر ، فما زال شبح "الفقر المهين" يخيم على الشعوب ، ومازال الجوع يحصد آلاف الأرواح ، ومازال الخطر من تبعات التلوث وتغير المناخ يتعاظم ، ولم يسود السلام بعد ولاالحرية ولا المساواة. وذلك لأنه لم توجد آليات واقعية ملزمة للحكومات لتحقق تلك الأهداف ، وقد كتب الأهداف مجموعة من الساسة بغير إستشارة المجتمعات أو إستطلاع آراء باقي البشر، فلم يكن متاحاً في ذلك الوقت ما هو أأفضل ، وبإنقضاء الزمن المحدد للتنفيذ ومع حلول موعد قمة الأرض التالي في عام ٢٠١٢ قرر قادة العالم وضع خطة أكثر واقعيىة ، وتعزيز مشاركة المجتمع المدني والمجموعات الرئيسية وغيرهم من المعنيين ، وجميع من يرغب بالمشاركة عن طريق العديد من آليات التواصل الإلكتروني وغيرها ، في صياغة المسودات النهائية التي تقدم لقادة الأمم من أجل إتخاذ القرارات المناسبة. وقد تم إعتماد مجموعات إستثنائية من الجمعيات الأهلية للمشاركة في قمة الأرض +٢٠ من بينهم جمعية معلمي المناهج الدولية. وفي قمة الأرض ريو+٢٠ تم أيضاً إعتماد خطة لوضع أهداف جديدة تشتمل على أليات ضمان التنفيذ وتراعي مؤشرات مرحلية لضمان النجاح ، وفوق ذلك ، أن يتاح للجميع المشاركة في صياغتها من خلال آليات غير معقدة ، وذلك بإنقضاء عام ٢٠١٥ - تطويراً لآهداف المئوية العالمية.
وينتظر الإعتماد النهائي لأهداف التنمية المستدامة المطورة في سبتمبر ٢٠١٥ ، والتي تعمل على صياغة مسودتها: "برامج الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة التا بعة لمنظومة برايتون وودز، بما فيها مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، ومصارف التنمية الإقليمية، واللجان الإقليمية للأممالمتحدة، وأصحاب المصلحة، بما يشمل البرلمانيين والأوساط الأكاديمية والمنظمات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمجموعات الرئيسية والقطاع الخاص" ، ومجموعات العمل المفتوحة
مناقشة المسودة النهائية لأهداف التنمية المستدامة الجديدة في المنتدي السياسي الدولي رفيع المستوي للتنمية المستدامة 2015
. أما الأهداف الجديدة فيتوقع أن تكون ١٧ هدفاً التي إن تحققت لأصبح عالمنا مثالياً
أصدرت المجموعة الرئيسية للنساء 10 شارات حمراء للتنبية على عدة أوجه قصور بالأهداف الجديدة
ومازالت المفاوضات مستمرة والأمل قائم في غد أفضل
أصدرت المجموعة الرئيسية للنساء 10 شارات حمراء للتنبية على عدة أوجه قصور بالأهداف الجديدة
ومازالت المفاوضات مستمرة والأمل قائم في غد أفضل